لغة الضاد بين شاعرين



كتبت بواسطة سعد مردف مشاهدة المشاركةلغة الضاد
 علق الأستاذ الفاضل الأستاذ يوسف أبو سالم على هذا النص قائلا:
هوالدفاع عن لغتنا الجميلة
ذكرتني بقصيدة حافظ إبراهيم التي يقول فيها
أنا البحر في أحشائه الدر كامن
فهل ساءلوا الغواص عن صدفاتي
وذكرني كذلك بقول شاعر النيل نفسِه
حافظ ابراهيم على لسان اللغة العربية في ذات القصيدة :
أرى كل يوم بالجرائد مزلقا = من القبر يدنيني بغير أناة
وأسمع للكتاب في مصر ضجة = فاعلم أن الصائحين نعاتي
أيهجرني قومي عفا الله عنهم =إلى لغة لم تتصل برواة
سرت لوثة الإرنج فيها كما سرى = لعاب الأفاعي في مسيل فرات
فجاءت كثوب ضم سبعين رقعة = مُشَكَّلة الألوان مختلفات
ويقول شاعرنا سعد مردف في قصيدته:
لغتِي سَلمـتِ وصَانَـكِ الرحمَـنُ=كالشمسِ أنـتِ ونـورُكِ القـرآنُ
يـا بنـتَ عدنَـانَ التِـي بجمالِهـا=نـالَ الكَرَامَـةَ وَالعـلاَ عـدنَـانُ
رمزُ العُرُوبَةِ أنتِ والديـنِ الـذِي=عَرفَ الطرِيـقَ بهَديِـهِ الإنسَـانُ
وعَلى حُروفِكِ أبصرَ الناسُ الهُدى=وتنَـورَت بسُطُـورِكِ الأكــوَانُ
ما أعذبَ الكلمَـاتِ فيـكِ رقيقَـةً=وألـذَهُـنَّ يَزِيـنُـهُـنّ بـيَــانُ
وأشدَّ وقعَ اللفظِ منـكِ وقَـد أتَـى=كالسحرِ يسبِي النفسَ وهوَ مُـزانُ
كـم ذَا حَوَيـتِ لآلئًـا وَجواهِـرًا=وضمَمـتِ درًّا فوقَـهُ مَـرجَـانُ
ونظَمـتِ نثـرًا كالسمَـاءِ مُبَـرأ ً=وقوافيًـا ثمِـلَـت بـهَـا الأوزَانُ
وكسَوتِ ديوانَ فارسي معرب لم تقلب الواو في ديوان ياء، وإن كانت قبلها ياء ساكنة، غير ملازمة، وإنما أُبدلت من الواوتخفيفاً، أَلا تراهم قالوا دواوين لما زالت الكسرة من قِبَل الواو؟الأعَـاربِ بهجَـةً=حفِظَت لهـم مَـا ضمَّـهُ الديـوَانُ وأَول من دَوَّنَ الدِّيوان عمر، رضي الله عنه
العُرْبُ والعَرَبُ : جِيْلٌ من الناس معروف ، خِلافُ العَجَم ، وهما واحدٌ ، مثل العُجْمِ والعَجَم ، مؤنث ، وتصغيره بغير هاء نادر . الجوهري : العُرَيْبُ تصغير العَرَبِ والعَرَبُ العارِبة : هم الخُلَّصُ منهم ، وأُخِذ من لَفْظه فأُكِّدَ به ، كقولك لَيلٌ لائِلٌ ؛ تقول : عَرَبٌ عارِبةٌ وعَرْباءُ : صُرَحاءُ . والعربي منسوب إلى العرب ، وإن لم يكن بدوياً .
والأعرابي
: البدوي ؛ وهم الأعراب ؛ والأعاريب : جمع الأعراب .
وجاء في الشعر الفصيح الأعاريب ، وقيل : ليس الأعراب جمعاً لعرب ، كما كان الأنباط جمعاً لنبطٍ ، وإنما العرب اسم جنس .

مَن قَال أنكِ يا ابنةَ الضـادِ انتَهَـى=فيكِ العَطَـاءُ وقَـلَّ منـكِ الشـانُ
أو قَالَ أنكِ فِـي الحضَـارةِ غِـرَّة ٌوالغِرَّة الغفلة.والخدعة وفي المثل: الغِرَّة تَجْلُب الدِّرَّة أَي الغفلة تجلب الرزق =والعلمُ - لو أدنَـاكِ منـهُ – يُهَـانُ
خَرسَت ْ شفَـاهٌ أرجفَـتخَفَقَ واضْطَرَبَ اضْطِراباً شَديداً بمقَالَـةٍ=حمقـاءَ لاَ يرضَـى بهَـا الديَّـانُ
لغَتِي أُعيذُكِ مِـن لسَـانٍ مُغـرِضٍ=أو دعـوةٍ أوحَـى بهَـا الشيطَـانُ
هـل أنـتِ إلا نفـحـةٌ ونَفَحَ الطِّيبُ إِذا فاحَ ريحه وهي قطعة وعطاء؛وأَوّلُ نَفْحةٍ من دَمِ الشهيدِ؛ علـويَّـةٌ=سبَحَتْ عَلَـى أمواجِهـا الأزمَـانُ
لَو لم تَكُونِي شَامَـةً بَيـنَ اللغَـى واللُّغة من الأَسماء الناقصة، وأَصلها لُغْوة من لَغا إِذا تكلم.واللَّغا: السَّقَط وما لا يُعتدّ به من كلام وغيره ولا يُحصَل منه على فائدة ولا على نفع.قال العجاج :
=ما كانَ ضَـوَّعَ حرفَـكِ الفُرقَـانُ
ورَبّ أَسْرابِ حَجِيجٍ كُظَّمِ =عن اللَّغا، ورَفَثِ التَّكَلُّمِ
 وهو اللَّغْو واللَّغا، ومنه النَّجْوُ والنَّجا، واللَّغا الصوت مثل الوَغَى. والضَّوْعُ تَضَوُّعُ الريحِ الطيبةِ أَي نَفْحَتُها. وقال الشاعر:
 إِذا الْتَفَتَتْ نَحْوِي تَضَوَّعَ ريحُها، نَسِيمَ الصِّبا جاءَتْ بِرَيّا القَرَنْفُلِ
 وضاعَ المِسْكُ وتَضَوَّعَ وتَضَيَّعَ أَي تحرّك فانتشرت رائحته الطيبة
أو مَا رَفعتِ مَنَـارَةً مِـن هَديهَـا=قبـسَ الهنـودُ وقلَّـدَ الـرومَـانُ
وَوسِعتِ أمجَادًا وحُـزتِ مفاخِـرًا=حفَلَـت بهِـنَّ العُجـمُ والعُربَـانُ
وكتبتِ للإسـلامِ أسمَـى نهضَـةٍ=وحَضَارَةٍ أوحَـى بهَـا الرحمَـنُ
في راحتَيـكِ لهَـا بيَـانٌ معجِـزٌ=وعلَـى متُونِـكِ صنتِهـا وتُصَـانُ
ولهَا عَلـى جنبَيـكِ وجـهٌ بَـارِقٌ=ونفائِـسٌ مَـا ضَمـهُـنَّ مـكَـانُ
فترفَّعِـي مَـا لاَحَ نجـمٌ شـارقٌ=و تشَامخِي مَا طابَ منـكِ لسَـانُ
وامضِي علَى دربِ الخُلودِ وأبشِرِي="إن المخَـاوِفَ كلـهُـنَّ أمَــانُ

الألفاظ والمعاني المشتركة في القصيدتين
العنوان ( لغة الضاد )
لغة في فؤادي ، لغتي
ما أجملها، كالشمسِ أنـتِ
أمضي في رباها عاشقاً، رمزُ العُرُوبَةِ أنتِ والديـنِ
َ،على حُروفِكِ أبصرَ الناسُ الهُدى حروف الضاد فيها تستقرْ
ما أعذبَ الكلمَـاتِ فيـكِ رقيقَـةً و حرفي يزدهرْ
نظَمتِ نثرًا كالسمَاءِ مُبَرأ ً=وقوافيًا أنا لا أكتب إلا لغة سيفي قلمي
أستجد الفكر من كلِّ البشرْ مَن قَال أنكِ يا ابنةَ الضادِ
لغَتِي أُعيذُكِ مِن لسَانٍ مُغرِضٍ أتحدى كل مَنْ يمنعني
فترفَّعِي مَا لاَحَ نجمٌ شارقٌ سيخوض الحرب حبراً قلمي
إن المخَاوِفَ كلهُنَّ أمَانُ  و قصيدي عازفٌ لحن الوترْ
قلبيَ المفتون فيكم أمتي ثملٌ  وقوافيًا ثمِلَت بهَا الأوزَانُ
الشاعرة في كلماتها ( قوة في الدفاع عن اللغة وحبها وروعة في التعبيرالبياني  ) مقطعية تشبه الموشحات الأندلسية.
والشاعر في قصيدته( دقة في اللغة والوصف البياني لها ورقة في الحديث عنها )عمودية مقفاة موزونة.

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

الأوامر الإلهية في الآيات القرآنية

تصريف الأفعال في اللغة الفارسية

الكلام ، والقول والحديث ... ( فروق لغوية )