أنواع النثر ( مقال رقم 1 )

لما كان المتعارف عليه أن الكلام المرسل المتحرر من قيود الوزن والقافية هو المقصود به النثر في معناه العام
فإن تفرعه إلى ؛ النثر العادي والعلمي والفني أو ما يطلق عليه الأدبي ، يجعل من الضرورة التفر يق في الكتابة بين كل نوع من هذه الأنواع
وقد أشار إلى هذه التفريعات في النثر الأستاذ الكاتب أحمد الشايب في كتابه ( الأسلوب ) متحدثا عن النثر العلمي والأدبي
* فالرغبة في التعبير عن الحاجات المختلفة للإنسان دون روية أو تفكير أو زخرفة في الكلام بل بطريقة التخاطب البشري العادية  يتعلمه الإنسان  منذ يعرف كيف ينطق ويتكلم من خلال الوالدين والمحيطين به ممن يتكلمون لغة  يفهمها الطفل 
* ثم يدخل المدرسة لتصاغ له الحقائق العلمية والتجارب المعملية بأسلوب يراد منه تعليم الفرد كيف يصوغ المعلومة العلمية بنفسه دون تأنق في الزخرفة اللفظية والبيان التصويري الأدبي  ، ويكون منه أيضا النظم الشعري للقواعد العلمية كألفية ابن مالك مثلا 
* وبعد أن تتكون الملكة اللغوية والثروة اللفظية المتسعة من المعارف والدلالات المعنوية في اللغة يبدأ الكاتب أو المتحدث يرتفع بلغته عن اللغة العادية وعن لغة العلم الجافة التي تخاطب العقل ، فيتناول بفنية ومهارة ضروبا من التنسيق والإبداع والزخرفة فيبين أهدافه ومراميه بيانا أدبيا مصورا بألوان البلاغة الراقية وينمق كلامه بلون جميل من الخيال والإنشاء العالي للتعبير عن خلجات النفس وومضات العقل 
وخواطر القلب والشعور فيكون النثر الفني أو ما يسمية الغرب بالكتابة الراقية أو Highly writing  وهذا النثر موضع عناية النقاد والأدباء
فمستخدم هذا النثر الفني أو الأدبي له من الطاقات والدقة في اختيار الألفاظ  وتركيب الجمل وصياغة العبارات وتأليف المعاني  حسب المقام والهدف ومن هنا تتفاوت أقدار ومنازل الكتاب  والأدباء والمبدعين 
وهذا النثر يوفر للنفس من الامتاع  الفني ما توفره الفنون الأخرى كالموسيقى والرسم والشعر والتصوير والنحت وغيرها   

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

الأوامر الإلهية في الآيات القرآنية

تصريف الأفعال في اللغة الفارسية

الكلام ، والقول والحديث ... ( فروق لغوية )