11- زكاة الفطر

أَصل الزكاة في اللغة الطهارة والنَّماء والبَركةُ والمَدْح وكله قد استعمل في القرآن والحديث، ووزنها فَعَلةٌ كالصَّدَقة، وإذا كان لنا أن نقيس على جمع الصدقة ( الصدقات ) فإن جمع الزكاة يصبح ( الزكوات ) فلما تحرَّكت الواو وانفتحُ ما قبلها انقلبت أَلفاً، وهي من الأَسماء المشتركة بين المُخْرَج والفعل، فيطلق على العين وهي الطائفة من المال المُزَكَّى بها، وعلى المَعنى وهي التَّزْكِيَة؛ 
 وقوله تعالى: (والذي هم للزَّكاةِ فاعلون)  قال بعض المفسرين ؛ ذاهباً إِلى العين، وإِنما المراد المعنى الذي هو التَّزْكِيةُ، فالزَّكاة طُهرةٌ للأَموال وزَكاةُ الفِطْرِ طهرةٌ للأَبدان.
قال تعلى في سورة المزمل :( وأقيموا الصلاة وآتوا الزكاة ...) آية 20
وقال عليه الصلاة والسلام :( بني  الإسلام على خمس ؛ شهادة أن لا إله إلا الله وأن محمدا رسول الله ، وإقام الصلاة وإيتاء الزكاة ، وصوم رمضان ، وحج البيت من استطاع إليه سبيلا .)
وفي حديث الزكاة: هذه فَرِيضةُ الصدقةِ التي فَرَضَها رسولُ اللّه، صلّى اللّه عليه وسلّم، على المسلمين أَي أَوجَبها عليهم بأَمر اللّه.
وأَصلُ الفرض القطْعُ.
والفَرْضُ والواجِبُ سِيّانِ عند الشافعي، والفَرْضُ آكَدُ من الواجب عند أَبي حنيفة

وزكاة الفطر من معالم شهر رمضان المفروضة على الصائمين ، كل مسلم عليه زكاة من تلزمه نفقته ولو وُلد ليلة عيد الفطر وجب عليه إخراج زكاة الفطر عنه 
وهي من غالب قوت البلد بحسب حالة المزكي الاقتصادية زمانا ومكانا ، ومنع بعض الفقهاء إخراجها نقدا ، وإن جَوَّز ذلك 
جمهور من الفقهاء المسلمين , وموعدها قبل صلاة العيد ، فإذا ما أعطيت بعده فهي صدقة من الصدقات 
ومن أنكر الزكاة عموما فقد جحد فرضا من الدين الإسلامي مخالف بذلك شرع الله تعالى وسنة محمد صلى الله عليه وسلم
وتؤخذ من  المنكر كَرها كما فعل أبو بكر الصديق مع مانعي الزكاة بعد وفاة الرسول عليه الصلاة والسلام حتى حاربهم عليها 
وقال والله لو منعوني عقالا كانوا يؤدونها لرسول الله لحاربتهم عليه .
وهي رمز الكتافل والتضامن بين المسلمين تطهر النفوس وتغسل الأحقاد والكراهية من الصدور وتجمع المشاعر بين الأغنياء والفقراء  وتجعل الصوم مقبولا مستحقا تمام الأجر والثواب من رب العباد فهي جبر  لما يظن التقصير فيه من صوم المسلم
وقال عليه الصلاة والسلام في الحث على دفعها للفقراء قبل العيد ( اغنوهم عن السؤال في هذا اليوم )
وإذا كانت هذه هي زكاة الفطر فهناك
 أنواع من الزكاة المفروضة غيرها يجب أن يتعلمها المؤمن في دينه من كتب الفقه الإسلامي وعلماء المسلمين الأفاضل وهي :
زكاة المال ــ زكاة الحُلِيِّ ( الذهب والفضة ) ــ زكاة عروض التجارة والصناعة ــ زكاة المعادن والركائز ــ زكاة الأنعام كالبقر والإبل والماعز ـــ وزكاة الزورع والثمار ــ وزكاة الأوراق المالية كالأسهم والسندات ــ وزكاة وزكاة العقارات والأراضي 
ولكل هذه الزكوات أسس وشروط لإخراجها ومصارف لصرفها عبادة وطاعة لله تعالى 
ولمن رغب المزيد فعليه بكتب الفقه مثل ( فقه السنة ) للسيد سابق . وغيرها كثير 
والله تعالى أعلى وأعلم



تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

الأوامر الإلهية في الآيات القرآنية

تصريف الأفعال في اللغة الفارسية

الكلام ، والقول والحديث ... ( فروق لغوية )