التردد فيه خسارة ( مواقف )

في حياة الإنسان مواقف معلمة ، تكسب الخبرة ، وتعين على اكتشاف معادن الناس في التعاملات اليومية
وتَوَجُّه الإنسان إلى فعل الخير والعطاء بلا مقابل ، صفة ينبغي أن يتمسك بها المؤمن مهما واجهته  مواقف الآخرين بمتاعب المبادرة بنية التعاون والمساعدة في تقديم الخير والسعي إليه بناء على  طلب ذوي الأرحام  أو الأصدقاء والمعارف والجيران ، فضلا عن  احتياج ذوي القربى من الأهل  إلى ذلك العون 
وعلى المرء أن يتحلى بصفة الصبر والرضا عندما يقابل بعد عطائه التطوعي لوجه الله بتردد طالب المساعدة أو العون وتراجعه عما تم فعله ، 
فيوقع مقدم العطاء بغاية الحرج أمام من ارتبط بهم لتنفيذ الطلب 
ولا يستطيع إكمال سعيه لنجاح الطالب وفوزه بما تمنى 
ولنضرب مثلا لتلك المواقف المحرجة توضيحا لتلك المقدمة الغامضة ؛
أن تكون في نيتك الطيبة الوقوف بجوار أقرب الناس إليك في  شدة مالية  بمساعدته لوجه الله في الحصول على شقة لسكن أولاده الذين يدرسون في الجامعة بعيدا عن محل إقامتهم في مكان بعيد عن جامعتهم ، بعد أن طُلِبَ منك ذلك  ، فتبحث ليكونوا على مقربة منك لمتابعتهم بعد حصولهم على الشقة لتقديم ما يمكنك من مساعدة ونصيحة ورعاية تخفف عنهم عبء الابتعاد عن بيتهم وتدفعهم إلى التفرغ لدراستهم ليحافظوا على تفوقهم ونجاحهم حتى ينتهوا من دراستهم ، ولا تتخذ قرارك بمفردك بل دائما بعد موافقتهم ورؤيتهم للمكان
الذي توصلت إليه وموافقة والدتهم والوصية عليهم بعد موت والدهم 
وأخيرا يوفقك الله إلى العثور على إحدى الشقق عن طريق مكتب تسويق عقارات قريب منك ، وتطلبهم للحضور لرؤية الشقة ، ويعاينونها بأنفسهم ويعجبون بها ، بعد غيرها رأوها ولم تعجبهم 
ويسافرون لإخبار والدتهم بذلك وتوافق على أن نتصرف بما يتمم صفقة الإيجار ، بكتابة عقد التأجير ،
استعدادا للعام الدراسي الجديد ، وتقوم بدفع الإيجار والتأمين ورسوم مكتب تسويق العقارات ، وتبدأ في تجهيز الشقة بإصلاح بعض الأمور المطلوبة قبل السكن مع الحرفيين مثل النوافذ الزجاجية المكسورة وتغيير ( كالون الشقة ) ثم يلي ذلك الكهربائي والسباك .....إلخ 
وأنت في معمعة الانشغال بكل هذه الأشياء تفاجأ بتراجع صاحب طلب المساعدة عن رغبته في الشقة
بحضور الابن الذي كتب عقد الإيجار باسمه وقمت بالتوقيع كشاهد على العقد وأصبحت في موقف حرج 
كيف تسترد ما قمت بدفعه لصاحب الشقة ولمكتب التسويق وللحرفيين ؟
لابد أن تواجه الأمر بحكمة وصبر وعدم غضب أو ضيق  لتحافظ على العلاقة القوية التي تربطك بصاحب الطلب وهو من أقرب الناس إليك ، وهذا ما حدث معي ، أرجو أن يكون ما قمت به خالصا لوجه الله لأنني 
ما تطوعت للقيام به إلا تقربا إليه ورجاء ثوابه .
إن الخسارة المادية ليست بذات قيمة لو كسبت رضا الله عن نيتك الخالصة وحافظت على صلة القربى مع أهلك وأحبابك وأصدقائك بحسن تصرفك في مواجهة مثل تلك المواقف .

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

الأوامر الإلهية في الآيات القرآنية

تصريف الأفعال في اللغة الفارسية

الكلام ، والقول والحديث ... ( فروق لغوية )