خواطر وذكريات (6)


*انتابتني نوبة برد شديدة جعلتني قعيد الفراش ، في أيام نوبة شتوية قاسية ، وكفكفت أرتعش من برودة الجو ؛ وكانت ثماني درجات مئوية في ( الترمومتر ) المعلق بشرفة شقتي ؛ وقالت زوجتي : الحمد لله أننا في هذه النعمة ، ألا تذكر ابننا المقيم هناك في النرويج في درجة الحرارة أكثر من عشرين تحت الصفر ، فقلت : حفظه الله ورعاه هو وأسرته ، نعم نحن بحق في مصر في نعمة تستحق الشكر لله.
راودتني خاطرة في حُلْمٍ

سافرت على سفينة لها أربع أرجل ، فاستفدت الصبر ووقاية نفسي من الريح
ثم توقفت على شاطئ تنتظرني أخرى ؛
كانت بجناح كبير تدفعه الرياح ، فاستفدت وخلعت الخوف والرهبة من الماء
وانتهت بي إلى ثالثة بعجلات من حديد ، فتعلمت منها الشجاعة والقوة
وفوجئت بجبل يلزمني صعوده بسفينة برجلين ، فجاهدت متحملا الألم
ووجدت فوقة طائرة بمروحة حملتني إلى الأرض ، فعجبت من فضل الله على المتعب
فشاهدت نملة تصعد وتهبط مرات عديدة لتصل إلى القمة
وفي النهاية ـ وبرغم أنها لم تركب أية سفينة ــ غير أرجلها وصلت
ولم تيأس أو تتعب ، فقلت في نفسي لا شيء أفضل من الثبات
معتمدا على مهاراتك وقدراتك الذاتية لتحقيق هدفك بثبات

وتذكرت فوائد السفر من قول الإمام الشافعي :

سافر تجد عوضا عمن تفارقهُ= وانصب فإن لذيذ العيش في النَّصَبِ
إني رأيت وقوف الماء يُفْسِدُهُ = إنْ سالَ طابَ ، وإنْ لم يَجْرِ لمْ يَطِبِ
والشمس لو وقفت في الفلك دائمةًَ= لَمَلَّها الناس من عُجْمٍ ومن عَربِ
والأُسْدُ لولا فراق الأهلِ ما افترستْ = والسهمُ لولا فراق القوسِ لم يُصِبِ
والتِبْرُ كالتُرْبِ مُلْقًى في أماكِنِهِ = والعَاجُ في أرضِهِ نوعٌ منَ الخَشَبِ
فَإنْ تَغَرَّبَ هذا عَزَّ مَطْلَبُهُ = وإنْ تَغَرَّبَ ذاكَ عَزَّ كالذَهَبِ

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

الأوامر الإلهية في الآيات القرآنية

تصريف الأفعال في اللغة الفارسية

الكلام ، والقول والحديث ... ( فروق لغوية )