أسلوب الأمر والنهي في آيات المسابقة


توضيح أسلوب صياغة أسئلة مسابقة محبة القرآن الكريم وكيف نتعرف على الإجابة المطلوبة من كل سؤال فيها :
صور الأمر وأغراضه في اللغة العربية :
يأتي الأمر الحقيقي في اللغة العربية  بصيغ متعددة منها :
1- الأمر بفعل الأمر المباشر  
 نحو قوله تعالى:
( أقم الصلاة لدلوك الشمس إلى غسق الليل .....)
ويكون بلفظ المفرد المذكر و المفردة المؤنثة ، والمثنى بنوعيه ، والجمع بنوعيه كذلك مثل قول الله تعالى :
( وأقيموا الصلاة وآتوا الزكاة واعتصموا بالله هو مولاكم فنعم المولى ونعم النصير )
2- ويأتي بلفظ المضارع المقترن بلام الأمر نحو قول الرسول صلى الله عليه وسلم : ( من كان يؤمن بالله واليوم الآخر فليكرِمْ ضيفه ....)
3- وقد يؤكد على الأمر بزيادة نون التوكيد في آخر المضارع المقترن بلام الأمر كما نقول : ( لتنصُرُنَّ الحقَّ ولِتُدَافِعُنَّ عنه )
4- وقد تأتي صيغة الأمر بصيغة اسم الفعل مثل : ( عليكم أنفسكم لا يضركم من ضلَّ إذا اهتديتم )
وفي هذه الأحوال يكون الأمر لاتباع معناه والعمل ويجب أن يكون في طاعة لله ورسوله والمؤمنين فيما يرضي المولى عز وجلّ
ويخرج الأمر عن معناه الحقيقي ليؤدي أغراضا بلاغية متنوعة تختلف من أسلوب إلى آخر حسب مقتضى الحال
 1- فنحن نستخدم الأمر للدعاء
ويعرف الغرض في هذه الحالة إذا كان الدعاء موجها من الأدنى إلى الأعلى ، كما جاء في القرآن الكريم على لسان سيدنا إبراهيم عليه السلام
( ربِ اجعلْ هذا البلد آمنا ، وارزقْ أهله من الثمرات من آمن منهم بالله واليوم الآخر  ) فنحن لا نأمر المولى عز وجلَّ بل ندعوه
وقال المتنبي يخاطب سيف الدولة قائلا
أخا الجودِ أعطِ الناسَ ما أنت مالكُ = ولا تعطينَّ الناس ماأنا قائل 
 2- ونأمر لنتمنى
إذا كان الأمر لغير العاقل كقول امريء القيس
ألا أيها الليل الطويل ألا انجلِ = بصبح وما الإصباحُ منكَ بأمثلِ
 3- ونأمر لننصح ونرشد المخاطب
عندما لا يكون هناك إلزام في الأمر بالتنفيذ ، ولكن الرغبة في النصح والتوجيه للخير ، مثل قول المصطفى عليه الصلاة والسلام
لعلي بن أبي طالب رضي الله عنه ( إن أردت أن تسبق الصِّديقين ، فَصِلْ منْ قطعكَ ، وأعطِ منْ حرمك ، واعفُ عمنْ ظلمكَ )
ويقول أبو العتاهية
واخفض جناحكَ إنْ مُنِحْتَ إمارةً = وارغبْ بنفسكَ عنْ ردى اللذَّات 
 4- ويكون الأمر للالتماس
حين يكون رفيق لرفيقه ، أو نِدٍ لندِّه
مثل قول صديق لصديقه
عَرِّجْ على الزَّهرِ يا نديمي = ومِلْ إلى ظلِّه الظليلِ
فالروض يلقاك بابتسام   = والريحُ تلقاك بالقبول
5- ويخرج الأمر إلى غرض التهديد والوعيد 
مثل قوله تعالى : ( قلْ تمتعوا فإن مصيركم إلى النار )  وقوله سبحانه ( اعملوا ما شئتم )
وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( إذا لمْ تَسْتَحِ فاصنعْ ما تشاء
6- كما يأتي الأمر البلاغي للتبشير بطاعة أو غيرها  
كقولك ( فليفرحوا بفضل الله القريب)
نحو : ( فذوقوا العذاب بما كنتم تضحكون )
7- ويخرج الأمر أيضا إلى التعجيز 
(مثل قول الله تعالى (يا معشر الجن والإنس إن استطعتم أن تنفذوا من أقطار السموات والأرض فانفذوا لاتنفذون إلا بسلطان )
(أو تحديه للكفار في قوله جلَّ وعلاَ ( فاتوا بسورة من مثله ، وادعوا شهداءكم من دون الله إن كنتم صادقين)
ويقول الشاعر:
أروني بخيلا طال عمرا ببخلِه = وهاتوا كريما مات من كثرة البذل

وهكذا نرى أن أسلوب الأمر ليس مقصودا به في كل الأحوال الإجابة إلى طلب حقيقي من المخاطب يقصد إليه مباشرة بدون خروج إلى أهداف وأغراض متعددة من وراء استخدام فعل الأمر المباشر
أو اسم فهل الأمر مثل:
مَهْ عازلي في حب ليلى ولا تقلْ = جُننتَ فهل كنت يوما بعاشقِ؟
فقد خرج أسلوب الأمر هنا مثلا في استخدام اسم فعل الأمر( مَهْ ) بمعنى : تمهلْ ؛إلى غرضٍ بلاغيٍّ حسب الحال وهو :
 غرض اللوم والعتاب 

وهكذا يكون بالنسبة لصيغة النهي غير الحقيقية وعلى سبيل المثال
ففي النهي الحقيقي يقول الله تعالى : ( وقضى ربك ألا تعبدوا إلا إياه ..... ولا تنهرهما ...)
وفي النهي البلاغي نقول  مثلا : ( لا تحاول الوصول إلى المجد ) والغرض هنا للتعجيز والسخرية 
وهكذا نتأمل آيات الأمر والنهي في الأسئلة ونحن نتلو القرآن للبحث عن أماكنها وأرقامها وسورها متذكرين الفرق بين الأمر لطاعة مباشرة والنهي لترك معصية ، من خلال تفسير السؤال للآية المطلوبة حتى نصل إليها بسهولة إن شاء الله

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

الأوامر الإلهية في الآيات القرآنية

تصريف الأفعال في اللغة الفارسية

الكلام ، والقول والحديث ... ( فروق لغوية )