سد يأجوج ومأجوج


صفة سد يأجوج ومأجوج :
السد الذي بناه ( ذو القرنين ) , دعا الواثق بالله الخليفة العباسي ( سلام ) الترجمان وكام يتكلم ثلاثين لغة , وقال : أريد أن تخرج الى السد حتى تعاينه , وتجيء بخبره , وضم الى خمسين رجلا من الشباب الأقوياء , ووصلني بخمسة آلاف رينلر , وأعطاني ديتي عشرة آلاف درهم , وأمر فأعطى كل رجل من الخمسين ألف درهم ورزق سنة , وأمر أن يهيأ للرجال اللبابيد , وتغشى بالأديم , واستعمل لهم اللستبانات بالفراء , والركب الخشب , وأعطاني مائتي بغل لحمل الزاد والماء , فشخصنا من ( سر من رأى ) بكتاب الواثق بالله الى اسحاق بن اسماعيل صاحب ( أرمينية ) , وبعد أن انتهينا ........ الى أرض سوداء منتنة الرائحة , وكنا قد تزودنا قبل دخولها خلا , نشمه من الرائحة المنكرة فسرنا فيها عشرة ايام , ثم صرنا الى مدن خراب , فسرنا فيها عشرين يوما , فسألنا عن حال تلك المدن فأخبرنا أنها المدن التي كان يأجوج ومأجوج يتطرقونها , فخربوها ثم صرنا الى حصون بالقرب من الجبل الذي في شعبة منه السد .
وفيها قوم يتكلمون بالعربية والفارسية مسلمون يقرأون القرآن ولهم كتاتيب ومساجد , ثم صرنا الى مدينة يقال لها ( أيكه) تربيعها عشرة فراسخ ولها أبواب من حديد وفيها مزارع وأرحاء ( جمع رحى) للطحن , داخل المدينة , وهي التي كان ينزلها ( ذو القرنين ) بعسكره , وبينها وبين السد مسيرة ثلاثة أيام , وهو جبل مستدير ذكروا أن يأجوج ومأجوج فيه , وهما صنفان كان يأجوج أطول من مأجوج ويكون طول أحدهم ما بين ذراع الى ذراع ونصف .
ثم صرنا الى جبل عال عليه حصن , والسد الذي بناه ذو القرنين هو : فتح بين جبلين عرضه مائة ذراع , وهو الطريق الذي يخرجون منه , وحفر أساسه ثلاثون ذراعا الى أسفل , وبناه بالحديد والنحاس حتى ساقه , الى وجه الأرض , ثم رفع عضادتين مما يلي الجبل من جنبتي الفتح عرض كل عضادة خمس وعشرون ذراعا في سمك خمسين ذراعا , والظاهر من تحتهما عشر أذرع خارج الباب , وكله بناء بلبن ( طوب ) من الحديد مغيب في نحاس تكون اللبنة ذراعا ونصففي ذراع ونصف في سمك أربع بوصات , ودروند حديد طرفاه على العضادتين طوله مائة وعشرون ذراعا قد ركب على العضادتين على كل واحدة بمقدار عشرة أذرع في عرض خمسة أذرع وفوق الدروند بناء بذلك اللبن من الحديد والنحاس الى رأس الجبل وارتفاعه مد البصر , ويكون البناء فوق الدروند نحو ستين ذراعا وفوق ذلك شرفات من حديد في طرف كل شرفة قرنتان تنثني كل واحدة منهما على الأخرى طول كل شرفة خمسة أذرع في عرض أربع أذرع وعليه سبع وثلاثون شرفة , واذا باب حديد مصراعين معلقين عرض كل مصراع خمسون ذراعا في ارتفاع خمس وسبعين ذراعا في ثخن خمس أذرع , وقائمتاهما في دوارة على قدر الدروند لايدخل من الباب ولا من الجبل ريح كانه خلعة خلقة , وعلى الباب قفل طوله سبع أذرع في غلظ باع في الاستدارة والقفل لا يحتضنه رجلان وارتفاع القفل من الأرض خمس وعشرون ذراعا , وفوق القفل بقدر خمس اذرع غلق طوله أكثر من طول القفل , وقفيزاه كل واحد منهما ذراعان , وعلى الغلق مفتاح معلق طوله ذراع ونصف , وله اثنتي عشرة دندانكه , كل واحدة في صفة ( دستح الهواوين)
ومعناها :( يد الهاون )واستدارة المفتاح أربعة أشبار , معلق في سلسلة ملحومة بالباب طولها :
ثماني أذرع في استدارة أربعة أشبار , والحلقة التي فيها السلسلة مثل حلقة المنجنيق , وعتبة الباب عرضها عشر أذرع في بسط مائة ذراع سوى ماتحت العضادتين , والظاهر منها خمس أذرع سوداء , ومع الباب حصنان يكون كل واحد منهما مائتي ذراع في مائتي ذراع .
وعلى باب هذين الحصنين شجرتان , وبين الحصنين عين عذبة , وفي أحد الحصنين آلة البناء التي بني بها السد من القدور الحديد والمغارف الحديد على كل ديكدان .
وعلى فرد مصراع الباب الأيمن في أعلاه مكتوب بالحديد باللسان الأول :
( فاذا جاء وعد ربي جعله دكا , وكان وعد ربي حقا .)
=======================================================

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

الأوامر الإلهية في الآيات القرآنية

تصريف الأفعال في اللغة الفارسية

الكلام ، والقول والحديث ... ( فروق لغوية )