الحزن



حزن , حُزْنًا , وَحَزَنًا ؛ 
الأول الظاهري , والثاني الداخلي .
والحزن هو : نقيضُ الفرَح، وهو خلافُ السُّرور والجمعُ أَحْزانٌ، ورجل حَزِنٌ؛كثير الحزن بصيغة المبالغة.
على النسب إلى حزين ,
وفي الحديث: أَنه كان إذا حَزَنه أَمرٌ صلَّى ؛ أَي أوْقَعه في الحُزْن،
وعامُ الحُزْنِ: العامُ الذي ماتت فيه خديجةُ، رضي الله عنها، وأَبو طالب فسمّاه رسول الله، صلى الله عليه وسلم،بعام الحزن.
وقال تعالى: ( وابْيَضَّتْ عَيْناهُ من الحُزْنِ ) , وقال في موضع آخر:( تَفِيضُ من الدَّمْعِ حَزَناً؛ )وقال :( أَشْكو بَثِّي وحُزْني إلى الله،)
وفي تفسير قوله تعالى: ( وقالوا الحمدُ لله الذي أَذْهَبَ عَنَّا الحَزَن؛)
قالوا فيه: الحَزَنُ هَمُّ الغَداءِ والعَشاءِ، وقيل: هو كُلُّ ما يَحْزُن مِنْ حَزَنِ معاشٍ أَو حَزَنِ عذابٍ أَو حَزَنِ موتٍ، فقد أَذهبَ اللهُ عن أَهل الجنَّة كلُّ الأَحْزانِ. فالحزن هو : الهم .

ويقال : أسف فلان أي اشتد حزنه , الأَسَفُ: الـمُبالغةُ في الحُزْنِ والغَضَبِ.
وأَسِفَ أَسَفاً، فهو أَسِفٌ وأَسْفان وآسِفٌ وأَسُوفٌ وأَسِيفٌ، والجمع أُسَفاء.
وقد أَسِفَ على ما فاتَه وتأَسَّفَ أَي تَلَهَّفَ، وأَسِفَ عليه أَسَفاً أَي غَضِبَ، وآسَفَه: أَغْضَبَه.
وفي التنزيل العزيز: (فلما آسَفُونا انْتَقَمْنا منهم)؛ معنى آسفُونا أَغْضَبُونا، وكذلك قوله عز وجل: إلى قومه غَضْبانَ أَسِفاً.
ويقال : أسا , الأَسا، مفتوح مقصور: المُداواة والعِلاج، وهو الحُزْنُ أَيضاً.
ويقال : كأب :
الكآبةُ: سُوءُ الحالِ، والانكِسارُ من الـحُزن. كَئِبَ يَكْـأَبُ كَـأْباً وكأْبةً وكآبة،
واكْتَـأَبَ اكتِئاباً: حَزِنَ واغْتَمَّ وانكسر، فهو كَئِبٌ وكَئِـيبٌ.
وفي الحديث: أَعوذُ بك من كآبةِ الـمُنْقَلَبِ.
الكآبةُ: تَغَيُّر النَّفْس بالانكسار، مِن شِدَّةِ الهمِّ والـحُزْن، وهو كَئِـيبٌ ومُكْتَئِبٌ.
المعنى: أَنه يرجع من سفره بأَمر يَحْزُنه، إِما أَصابه من سفره وإِما قَدِمَ عليه مثلُ أَن يعودَ غير مَقضِـيِّ الحاجة، أَو أَصابت مالَه آفةٌ، أَو يَقْدَمَ على أَهله فيجدَهم مَرْضَى، أَو فُقِدَ بعضهم.
وامرأَةٌ كَئِـيبةٌ وكَـأْباءُ أَيضاً؛
قال جَنْدَلُ بنُ الـمُثَنَّى:
عَزَّ على عَمِّكِ أَنْ تَـأَوَّقي= أَو أَن تَبِـيتي ليلةً لم تُغْبَقي
 أَو أَنْ تُرَيْ كَـأْباء لم تَبْرَنشِقي الأَوْقُ
: الثِّقَلُ؛ والغَبُوقُ: شُرْبُ العَشِـيِّ؛ والإِبْرِنْشاقُ: الفَرَح والسُّرور.
ويقال: ما أَكْـأَبَكَ! والكَـأْباءُ: الـحُزْنُ الشديد، على فَعْلاء.
وأَكْـأَبَ: دَخَل في الكَـآبة.
وأَكْـأَبَ: وَقَعَ في هَلَكة؛ وقوله أَنشده ثعلب: 
يَسِـيرُ الدَّليلُ بها خِـيفةً=وما بِكآبَتِه مِنْ خَفاءْ
فسره فقال: قد ضَلَّ الدليلُ بها؛
قال ابن سيده: وعندي أَن الكآبةَ، ههنا، الـحُزْنُ، لأَن الخائفَ محزون.
ورَمادٌ مُكْتَئِبُ اللَّوْنِ: إِذا ضَرَبَ إِلى السَّواد، كما يكون وجه الكَئِـيبِ.
ويقال : العَبْرة: الدَّمْعة، وقيل: هو أَن يَنْهَمِل الدمع ولا يسمع البكاء، وقيل: هي الدمعة قبل أَن تَفيض، وقيل: هي تردُّد البكاء في الصدر، وقيل: هي الحزن بغير بكاء، والصحيح الأَول؛ ومنه قوله: وإِنّ شِفائي عَبْرةٌ لو سَفَحْتُها
عَبَر عَبْراً واسْتَعْبَر: جرَتْ عَبْرتُه وحزن.
وحكى الأَزهري عن أَبي زيد: عَبِر الرجلُ يعبَرُ عَبَراً إِذا حزن.
وفي حديث أَبي بكر، رضي الله عنه: أَنه ذكَرَ النبي، صلى الله عليه وسلم، ثم اسْتَعْبَر فبكى؛ هو استفْعل من العَبْرة، وهي تحلُّب الدمع.
ومن دُعاء العرب على الإِنسان: ماله سَهِر وعَبِر.
والحَوْبُ والحُوبُ: الحُزنُ؛
وقيل: الوَحْشة؛ قال الشاعر: إِنَّ طَريقَ مِثْقَبٍ لَحُوبُ أَي وَعْثٌ صَعْبٌ.
والتَّحَوُّبُ: التَّوَجُّعُ، والشَّكْوَى، والتَّحَزُّنُ.والحَوْبَةُ والحِيبَة: الهَمُّ والحُزْنُ.
ويقال عن الحزن : الهم؛
وهو: الحُزْن، وجمعه هُمومٌ، وهَمَّه الأَمرُ هَمّاً ومَهَمَّةً وأَهَمَّه فاهْتَمَّ واهْتَمَّ به.
ويقال: معنى ما أَهَمَّكَ أَي ما أَحْزَنَك، وقيل: ما أَقْلَقَك.
والهَمْهَمة: الكلام الخفيّ، وقيل: الهَمْهَمة تَرَدُّد الزَّئير في الصَّدْر من الهمّ والحَزَن،
وقيل: الهَمْهَمة تَرْديد الصوت في الصدر؛ أَنشد ابن بري لرجل قاله يوم الفتح يخاطب امرأَته:


إِنَّكِ لو شَهِدْتِنا بالحَنْدَمهْ= إِذْ فَرَّ صَفْوان وفَرَّ عِكْرِمَهْ
وأَبو يَزيدَ قائمٌ كالمُؤْتِمَهْ= واسْتَقْبَلَتْهُم بالسيوف المُسْلِمَهْ
يَقْطَعْنَ كلَّ ساعِدٍ وجُمْجُمَهْ = ضَرْباً، فما تَسْمع إِلا غَمْغَمهْ
لهُمْ نَهيتٌ خَلْفَنا وهَمْهَمَهْ= لَمْ تَنْطِقي باللَّوْم أَدنى كلِمَهْ


ويقال : اغتم :والغَمُّ والغُمَّةُ: الكَرْبُ؛والناس إذا تُكُمُّوا بغُمَّةٍ، لوْ لمْ تُفَرَّجْ غُمُّوا تُكُمُّوا أي غُطُّوا بالغَمِّ وهو الكرب والحزن ,غَمَّهُ فاغْتَمَّ وانْغَمَّ: أحْزَنَهُ.والجمع غموم.
وتقول من السُوءِ، استاء الرجلُ، كما تقول من الغَمِّ: اغتَمَّ. وأَمْرٌ كارِبٌ.
واكْترَبَ لذلك: اغْتَمَّ.
والكَرائِبُ الشدائدُ، الواحدةُ كَرِيبةٌ.
ويقال : تَرَجَ: اسْتَتَرَ، وكفَرِحَ: أشْكَلَ عليه شيءٌ مِن علْمٍ أو غيرِهِ.فاصابه حزن .
ويقال :وابْتَأَسَ الرجل، فهو مُبْتَئِس.ولا تَبْتَئِسْ أَي لا تحزن ولا تَشْتَكِ.
والمُبْتَئِسُ: الكاره والحزين , وابْتَأَسَ الرجل إِذا بلغه شيء يكرهه
ويقال : جزع الرجل ؛ قال تعالى :( إِذا مَسَّه الشرُّ جَزُوعاً وإِذا مسه الخيْرُ مَنُوعاً؛)
الجَزُوع: ضد الصَّبُورِ على الشرِّ، والجَزَعُ نَقِيضُ الصَّبْرِ. جَزِعَ، بالكسر، يَجْزَعُ جَزَعاً، فهو جازع وجَزِعٌ وجَزُعٌ وجَزُوعٌ، وقيل: إِذا كثر منه الجَزَعُ، فهو جَزُوعٌ وجُزاعٌ.
وفي الحديث: لما طُعِنَ عُمر جعَل ابن عباس، رضي الله عنهما، يُجْزِعُه؛ قال ابن الأَثير:
أَي يقول له ما يُسْليه ويُزِيل جَزَعَه وهو الحُزْنُ والخَوف.
ويقال :وجَد الرجلُ في الحزْن وَجْداً، بالفتح، ووَجِد؛ كلاهما عن اللحياني: حَزِنَ.
وقد وَجَدْتُ فلاناً فأَنا أَجِدُ وَجْداً، وذلك في الحزن.ووجد فيه خفق وحركة تدل على الحزن والأسى .
وتَوَجَّدْتُ لفلان أَي حَزِنْتُ له.
ويقال : كمد الرجل أي ؛حزن والكَمدُ: هَمٌّ وحُزن لا يستطاع إِمضاؤه. الجوهري: الكَمَدُ الحزن المكتوم. قال ابن سيده : والكَمَد أَشدُّ الحزن , والكَمْدُ، بالفتح وبالتحريكِ: تَغَيُّرُ اللَّوْنِ، وذَهابُ صَفائِهِ، والحُزْنُ الشديدُ، ومَرَضُ القلبِ منه.
ونخلص إلى أن ألفاظ الحزن وما يعبر بها عنه في النفوس , لفقد حبيب , أو مال , أو متاع أو
إصابته بألم مرض جسدي أو هم نفسي , بسبب ضياع خير يظنه على نفسه , أو حزن لرؤية ما يؤلمه
من قتل أو تشريد أو كارثة مدلهمة تقع به أو بقربه أو لغيره , فيحزن بدافع فطرته لمن أصابته
يمكن أن يعبر الإنسان عن ذلك بألفاظ كثيرة يسميها بعض اللغويين ظاهرة الترادف في العربية , لكن تبقى هناك فروق بين استخدام اللفظة وأختها حسب سياق التعبير الأدبي الدقيق لموقف حزن عن موقف آخر . والأديب البارع هو الذي يختار الكلمة التي لايغني عنها غيرها في موضعها .







تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

الأوامر الإلهية في الآيات القرآنية

تصريف الأفعال في اللغة الفارسية

الكلام ، والقول والحديث ... ( فروق لغوية )