شكوك

إذا أحسنت الظن بالناس فكن على حذر ويقظة من الغدر والخيانة والتنكر لما وثقت فيه بما تراه من جحود ونكران للحقوق وإدعاءات بالباطل أن ما قلته أو عملته لم يحدث ، أو ما أمنته على أمانة قد ردها إليك وفي الحقيقة أنه ضيعها أو أكلها ولم يعترف بأخذها منك .
فبقدر ما تحسن الظن بالآخرين ، ليكن عندك قدر من الشك واتخاذ الحيطة حتى لاتقع في شبكة التحايل والخداع ، ويأتيك رسول الندم المحطم
هل يمكن أن تترك مفتاح شقتك على ما فيها من شقاء عمرك  ومستقبل بقية حياتك لشخص لا تعرفه لمجرد أنك تحسن الظن بالناس ؟!!!
تتركه ليصلح لك باب الشقة التي ستكون بيتك الذي يضمك مع زوجتك ، وهذا الشخص الغريب سيعطي المفتاح لآخر لاتعرفه أيضا هو الذي سيقوم بالإصلاح المطلوب دون أن تكون معه أنت أو أحد تعرفه ؟!!
وكل حيلتك أن الدنيا بخير وأمان وعلينا أن نحسن الظن بأي إنسان !!


لست معك في هذا التفكير ؛ أنا أحسن الظن بالله أنه يحفظنا ويرعانا ويرزقنا ، ويعدل مع الأمين والخائن بالحساب الدقيق على الخير والشر
ولكني أذكرك أن المؤمن عليه أن يكون كيسا فطنا ، يستعمل عقله الذي وهبه الله له ليفكر فيما ينفعه ويضره من وراء تصرفاته .
ليس التوكل على الله ، هو التواكل والاستهانة بمتابعة مصلحة الإنسان بنفسه .
هل يمكن للجندي أن يسلم سلاحه لأحد وهو محشو برصاصات يمكن أن تقتله هو إذا فرط فيها لمجرد حسن الظن بالغير ؟!!
ألا يمكن أن تشك في أن يثير شخص آخر من يحمل سلاحك برصاصاتك المسئول عنها فيغضبه فيخرجه عن رزانته فيطلق منها على هذا الآخر رصاصة فيرديه قتيلا ، ثم يعيد لك سلاحك ليلتصق القتل بك بدليل قطعي أن السلاح لك والرصاصة رصاصتك !!
ألا تخشى أن يستخرج من يحمل مفتاح شقتك نسخة منه ويحتفظ به لحين غيبتك عنها في رحلة قد تستغرق شهرا ثم يفتح الشقة ليستخدمها لأغراضه الشخصية أو ترجع من سفرك فتجدها نظيفة مما فيها تماما ؟!!

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

الأوامر الإلهية في الآيات القرآنية

تصريف الأفعال في اللغة الفارسية

الكلام ، والقول والحديث ... ( فروق لغوية )