نقل موضوعات متنفس ذاتي


عن المدونة:

سيرة ذاتية . محكية ومروية ومكتوية بروية. فيها أدق الذكريات . والعديد من الخبرات . في الماضي والحاضر وما هو آت . أحيانا بتفصيل أحداث الأيام,وأحيانا أخرى بالشهور والأعوام . وما فيها من انتاج أدبي معرفي مفيد



مدرس إعدادي بكفر الدوار

أذكر جيدا كيف سارع والدي للحضور عندنا ورغب في زيارتي بالمدرسة كعادته ليطمئن علي ويتعرف على زملائي ويلقي بنصائحه علي , وكنت فخورا به أكثر في هذه المرة حيث يعرفني الجميع هنا ولا بأس بمكانة أخي حلمي في هذه المدينة الكبيرة وصلته بكثير من الشخصيات المعروفة فيها 

ولأول مرة ألتقي بزميلات في العمل هنا في عزيز المصري الاعدادية فلم يسبق لي أن تعاملت مع مدرسات في نفس المدرسة غيرسويعات قضيتها في ملاحظة بامتحان الاعدادية بنجع حمادي بنات . فأذكر أنه رافقتني في الملاحظة احدي المدرسات وأكاد أحصي تلك الكلمات التي تحدثنا بها آنذاك في اللجنة 

وجئت الى كفر الدوار لأرى مايقرب من ثلث هيئة التدريس من الآنسات والسيدات وتزداد صلات العمل يوما بعد يوم لاشتراكنا في عمل واحد وهدف مشترك , وتكونت جمعية نقدية بين بعض الزملاء والزميلات واشتركت فيها بسهم قيمته خمسة جنيهات وكان دوري في استلام تلك الجمعية السابع وبعدها أسدد قسطا واحدا .وفي تلك الأثناء كان عقد قران أخي حلمي يوشك أن يقترب فقد تمت خطبته لقتاة من قرية بالقرب من كفر الدوار ولنا بوالدتها صلة قرابة وكان أخي الأصغر حماده يقضي دوره في الجندية الخدمة الوطنية بالقاهرة وتكاتفت أسرتنا في اتمام قران أخي وكان حفلا عظيما حضره عدد كبير من الأقارب من كل ناحية وساهمت في هذا الحفل بمبلغ خمسين جنيها ما قبضته من الجمعية المدرسية والدروس الخصوصية لهذا الشهر , وفي الحقيقة لايمكن أن تتصور فرحتي البالغة لهذا الحدث المفاجيء وهو زواج أخي وكنت قد أخطرت به قبل نقلي من قنا مباشرة وباركت هذا القران الميمون لحسن اختيار أخي للأسرة الكريمة والمتدينة والزوجة الحسناء الشاب
 

وزارني جميل رمضان صديقي من الاسكندرية بعد زيارة له لم أجده في المنزل وقد استقبلتني أخته ووالدته أحسن استقباتل وأخذت تحيتي وتركت له كلمات تعبر عن أسفي على عدم لقائه ووعد بلقاء آخر عندي في كفر الدوار وأوفى هو بالوعد وزارني ذات جمعة وتناولت معه غذاء شهيا أعدته لنا أختى الآنسة مشيرة والتي دار حوار بيني وبينه بشأن خطبتها له , وأفهمته أن هذا الموضوع لايمكن أن أعطي فيه رأيا لأن والدي هو كبير الأسرة في هذه الأمور وهو لايوافق الا بعد أن تحصل على شهادتها في الدبلوم على الأقل وكما حدث بالنسبة لأخته التي قابلتني فقد خطبت بعد حصولها على الدبلوم ووافقني زميلي على هذا الرأي وتمنى دوام الصلة بيننا ولقد ذهب معي لقريبنا الأستاذ\ عبد المنعم البياع وحضر معي درسا لابنه هشام بالسنة الثانية الاعدادية ثم تعرف على أخي حلمي وغادرنا في قطار الخامسة مساء الى الاسكندرية بعد قضاء يوم سعيد معنا 

وجاء شم النسيم وقضيته مع اخوتي سناء ومشيرة بالاسكندرية وزرنا عمي بالدخيلة ولكنا لم نجده هناك فقضينا اليوم في التنزه على البحر ورجعنا قبل عودة أخي من عند خطيبته في المساء 

كان العمل يزداد لاقتراب الامتحانات والمذاكرة تشتد والدروس الخاصة يرتفع رصيدها حتى لقد بلغ عدد التلاميذ عندي ما يقرب من الثلاثين ولم يكن لدي فراغ في هذه الأيام وكنت قد خصصت يوما لأخوتي خاصة سناء التي كانت في السادس الابتدائي (شهادة ) أما العام الماضي فكان الاهتمام بمشيرة لأنها كانت في نهاية المرحلة الاعدادية ولقد تعرفت في الأيام الأخيرة قبل الامتحان على زميلتها الآنسة السمراء ذات الشعر الكستنائي ( كوثر) أو انشراح وجلست معهما ومع زميلة ثالثة لهما بضعة أيام أذاكر لهم دروس اللغة العربية وكم كانت سعادتي وأنا أرى منافسة بين مشيرة وكوثر في التقدم حتى تم لهما النجاح بتفوق والحمد لله 

وفي هذا العام أيضا كانت مشيرة وكوثر لهما بعض الوقت الاضافي أراجع لهما دروس النصوص والأدب وقد ازدادت صلتنا بكوثر كصديقة مقربة لمشيرة واعتبرتها لاتفترق شيئا عن أختي وكاشفتها ببعض أسراري الشخصية عندما وثقت منها وارتحت لصداقتها لأختي وكانت تأخذ رأيي في كثير من الأحيان في مشاكلها الخاصة ولكن الأقدار شاءت أن تقطع تلك الصلة بيننا حيث تخلفت عن مشيرة عاما دراسيا 

وتم زفاف أخي حلمي في صيف 1969 حيث أعدت الترتيبات لدخوله بالبلد في اليوسيفية ثم حضوره بعد قضاء مدة العسل عند الوالد والوالدة والأهل ولا تسل عن أفراح قريتنا فهي كما أتصورها عيد للقرية كلها تكمل فيه البهجة والسعادة بلقاء الأحباب والأقارب والأصدقاء وسهرنا بين موج من الأفراح المتواصلة والفرقة التي أحضرها والدي خصيصا لهذا الحفل ولم أجد مكانا لأقضي فيه ثلاث ساعات للنوم من الثالثة صباحا حتى السادسة غير حجرة الكرار هناك فوق كيس ممتليء بالحبوب . وارتيدت فستان أختي حيث كانت جميع ملابسي يرتديها ضيوف من الحفل السعيد ولقد كانت سعادة غامرة بحضور كل الأحبة .وسافرت مع اخوتي لنبدأ عاما دراسيا جديدا تاركين العروسين في بهجة عرسهما المبارك بين الأهل , وعاتبت الآنسة كوثر على سرعة عودنها من عندنا قبل أن ينتهي حفل الزفاف الساهر الباهر 

ومع أول شهر رمضان حضرت والدتي مع أسرة أخي حلمي لتمكث معنا مدة بكفر الدوار , وخصصت لنا أنا وأخوتي حجرة بالشقة , ووضعت فيها سريري ومكتبي ودولاب الملابس , وأبعدت فكرة البحث عن شقة أخرى عندما وجدت معارضة من الأهل لأنني كنت مؤثرا في عملية المصروف على البيت , وانفصالي عنهم ربما يقلل من الانفاق المطلوب على أخوتي 

ولم تنقطع علاقة أختي مشيرة بكوثر صديقتها وكنت أراها بين الحين والحين عندنا بالشقة فتجدد ذكرياتي معها أيام كنت أجلس معهما للدرس بالاعدادية ولصلة الجوار التي تربطنا ومعرفة بعض أسرار بيتنا , وكنت أتبادل معها الحديث أحيانا حتى توطدت الصداقة بيننا وأصبحت أجدها تزيد من فترة تواجدها مع مشيرة وكنت سعيدا بذلك وكنت أحب مشيرة كثيرا لأنها كانت معينة لي هي وأختي سناء على تحمل الحياة من غسيل الملابس وكيها وعمل الطعام نيابة عن والدتي , وزيادة على أعباء ما لديها من دراسة 

وفي عيد ميلادي الخامس والعشرين أقمت حفلا صغيرا جميلا دعوت فيه زميلي بالمدرسة والذي كان يسكن بجوارنا وهو زوج أخت كوثر ودعوتها معه وقضينا ليلة سعيدة شتوية في سمر عائلي , وقد تسلمت عدة رسائل تكشف عن حب صادق وتهنئة مخلصة بعيد الميلاد , وجاءتني رسالة من كوثر فرددت عليها بشيء من القسوة لأوقف علاقة ظن البعض أنها حب واتفاق على خطوبة والحقيقة كانت غير ذلك تماما حفظ الله الكنانة لقد باءت محاولة الانقلاب الفاشل وسجن المتآمرين 

ثم تمر أيام ونسمع عن انقلاب آخر في المغرب العربي ضد الملك الحسن الثاني
وأخطاء ترتكبها الأردن ضد الفدائيين يهدفون من ورائها تصفية المقاومة الفلسطينية فهو قتال بين العرب , ومحاولة ثالثة لانقلاب في السودان الشقيق ضد النميري الذي يعود ليأخذ برقاب المتآمرين ويقود ثورة 25 مايو الشهيرة بالسودان
وتخمد القضية الكبرى قضية ازالة آثار العدوان على وطننا الحبيب , وتمر مصر باعادة بناء الاتحاد الاشتراكي العربي وانشغال بانتخابات متلاحقة للنقابات والوحدات الاساسية والمؤتمرات القومية حتى يأتي عيد الثورة بعد الانتهاء من أعمال الامتحانات المعتادة كل عام 

وأمكث بالقرية فترة بعد عودتي من دمنهور ووجدت هناك عمي محمود وأولاده جميعا يقضون جزءا من الأجازة بالقرية وتتوالى أنباء النجاح السارة فيحصل ابن عمي محمد غازي على دبلوم الزراعة ثم زينات بنت عمي محمود وأخيها على الاعدادية والابتدائية ثم أصدقاء أعزاء من القرية على دبلوم المعلمين والثانوية الأزهرية هما عبد النبي وعبد العزيز وتأتي ليلة احتفالنا بسيدي المغازي من أهل الطريق وتمتد الموائد في منزل العائلة الكبير وتقام حلقات الذكر وينش المنشدون ويتمايل الناس في الحلقات وتهتز أجسامهم وهم يرددون لفظ الجلالة الله الله الله حتى تأخذهم الرعدة مع الانشاد الديني , ثم تجمع التبرعات لهذا الشيخ الذي يفد سنويا على القرية عند احدى العائلات كل عام وكان نجل الشيخ الكبير الصوفي الذي سمعت أنه توفي هذا العام وكان هذا الابن هو خليفته .والحقيقة لاتخلو حتى هذه الأشياء الكثيرة المفرحة أو اللاهية من أخطاء ومساويء لاحصر لها , لكنها عادات متوارثة يتعب المرء في تغييرها , وأجلس مع والدتي وأستمع اليها فكم\هي صالحة تلك الأم الحنون الطيبة . انني أشتهي سماع نصائحها الغالية طول الوقت فليتنا جميعا نعمل بنصائح أمهاتنا الصالحات , ولقد حدثتني عن أخطاء رأتني أرتكبها ونصحتني بالتوبة واللجوء الى لطرق المستقيمة في حياتي حتى يفتح الله على أبواب السعادة والرزق وهي لاتخفى على نور القلب المؤمن , وفي قرارة نفسي كنت واثقا من أن حديثها يمتليء بالصواب والحكمة والتجربة وحقا ان الكلمة تزداد في فم السيدات حتى الأمهات من أجل تعظيم أخطاء الأبناء وتهذيبهم


والمرأة لاتخلو هي الأخرى من الخطيئة كالرجل تماما فالمرأة هي التي أخرجت آدم من الجنة بوسوسة الشيطان حيث دفعته ليأكل من الشجرة المحرمة 

كنت أسافر أول كل شهر من شهور الصيف الى كفر الدوار لاستلام مرتبي وأعود ومع أول أغسطس سافر عمي محمود وأولاده الى الاسكندرية وأخذوا معهم أختى سناء , وفكرت في قضاء يومين بالقاهرة أو الاسكندرية بخصوص السعي للاعارة خارج مصر لأية دولة عربية لكني لم أوفق هذا العام وكانت المرة الثانية التي أتقدم فيها للاعارة وشعرت ببعض الضيق من حظي ولكن مازاد من تعاستي هو رسوب أختي الكبرى مشيرة في دبلوم التجارة الثانوية وحزنت لأجلها كثيرا وقطع الأمل في الخروج من القرية هذا الصيف الا على بدء الدراسة , وكان خروجي الى الحقل أو الحديقة وأعود لأسترجع ذكرياتي الماضية وأسجل مذكراتي المتواضعة عن الأحداث في كشكول خاص وأوراق متناثرة وتصفحت رسائلي القديمة واعدت قراءة كتبي البالية مرات عديدة لأشغل بها فراغي 

ووصلتنا رسالة من زميلة مشيرة بكفر الدوار الآنسة نجاة عثمان والحديث عنها يطول فقد كانت تتردد على شقتنا بكفر الدوار للمذاكرة مع اختي وتتاخر في الانصراف ثم تطلب مني مشيرة وهي أن أوصلها مساءا الى منزلها أو بالقرب منه وكنا أثناء ذلك نتسامر ونتحادث في أمور شبابية كأهم شروطي في من أحب أن أرتبط بها بزواج وعنها أيضا أهم شروطها في ذلك الأمر ونتضاحك ونحن نمسك بأيدي بعضنا البعض كأننا مخطوبين فعلا , كانت هادئة جميلة ذات عينين ضيقتين عسليتين وكنا نشعر بحرارة الحب تتدفق بين أصابعنا المتشابكة وأنا أضغط عليها برفق وهي سعيدة بكل هذا لحديث والفعل حتى أنني أحس أنها تطلب مني المزيد


وقالت مرة هل أنت سعيد يا محمد أنني أتمنى أن يرانا الناس أهلي وأهلك ونحن جنبا الى جنب بعد أن تتقدم لخطبتي بعد حصولي هذا العام على الدبلوم , وساعتها سحبت يدي برفق من بين يديها وابتعدت قليلا وأنا أجيبها يا نجاة الزواج قسمة ونصيب وما زال أمامي مشوار طويل لتكوين أسرة والتفكير في خطوبة أو زواج


وأنت انسانة جميلة ورقيقة وكثر من الشباب الجاهز سيتقدم لخطبتك بمجرد انتهائك من دراستك وربنا يوفقك أنت تستحقين كل خير وقطعت عليها الأمل في الارتباط بي حيث لم أعد أفاتحها في هذا الموضوع مرة أخرى وتوقفت عن لقائها أو توصيلها دون أن أشعرها ببعدي عنها وان كنت أعتقد أنني أخطأت يوم جلوسي معها بالصالون عندنا وانا أتفحصها بعيوني المعجبة بجمالها وهي تبتسم في صمت وحياء تبادلني النظرات خلسة كأنها تستنطقني ما أريد منها وتسألني عن أملي في الحياة وأجيبها ببساطة أن أسعد بلقاء فتاة جميلة من أسرة طيبة متدينة تحبني واحبها ونعيش حياتنا في سعادة وهناء , وسمعت همسات في شقتنا من اخوتي أنني وعدتها بالزواج وانها تنتظر هي ووالدتها زيارة اسرتنا لهم بعد نجاحها للتعارف وفي الحقيقة أنني لم أعد ولم أرغب في مثل ذلك الآن كما أنني لم ألتفت الى ماقيل لأن الاهتمام به سيؤدي الى نوع من تأكيد اشاعات كاذبة , وقد غضبت مرة عندما تكررت من زوجة اخي ُم من أمي ُم من حلمي وفضلت الصمت والانصراف من أمامهم حتى تناسى الجميع ماحدث 

مااروع أن يخفف الانسان آلام أخيه فيأخذ بشطر منها مشاركة له حتى تضحك الحياة من جديد وهذا مافعلناه مع مشيرة تسرية عما أصابها من احزان برسوبها فذهبت معها والدتي الى خالتي ببلدة أبو صماده وكنت معهما وقضينا سهرة جميلة هناك في منتصق الشهر العربي والقمر يسطع بنوره على الطريق الممتد بيننا وبين تلك البلدة القريبة التي يفصلنا عنها ترعة فرهاش النيلية التي تروي حقول المنطقة


وفي تلك الليلة حدث خسوف كلي للقمر اختنق تماما ولم يظهر منه شيء ودار الناس من الفلاحين البسطاء في مظاهرات حاشدة يحملون الطبول ويدقون عليها ويغنون طالبين من الله أن يعود القمر الى ضيائه اللامع الفضي مرددين , ياللا يابنات الحور سيبوا القمر يدور . ومرت مجموعة من النساء يطلقن الزغاريد والأغاني الجميلة للقمر وكان منظرا رائعا استرعى انتباه الجميع كما تهادت الى أسماعنا دقات الطبول المترددة في القرى المجاورة وانتصف الليل والناس خارج منازلهم ينتظرون انتهاء خسوف القمر الذي استمر ساعتين ونصف الساعة وبعدها عاد الضياء شيئا فشيئا حتى استدار قرص القمر الفضي وكأن الله استجاب لتضرعات الناس ودعواتهم وأغاني الصبايا والنساء والأطفال وعم الناس الفرح وهلل الأطفال في سعادة بالغة وهم يسهرون مع هذا الحدث المفاجيء بالريف , وعدنا الى قريتنا لنجدهم قد رجعوا هم أيضا الى منازلهم بعد عودة القمر

وفي صبيحة اليوم التالي سافر والدي مع مشيرة في رحلة الى القاهرة لزيارة آل البيت السيدة زينب وسيدنا الحسين بن علي رضي الله عنهم , وكانت الاجازة قد أوشكت على الانتهاء وحن استئناف رحلة الدراسة للعام الجديد بالمدارس والجامعات

واذا سألتني عن الخطأ الكبير الذي أرتكبه في حياتي وأنا كاره له ولنفسي ثم أعود وأكرره مع علمي بأنني سأكون في غاية الضيق والتبرم منه أبادرك القول بأنه السفر المليء بالأحمال والأثقال والأمتعة والتنقلات في وسائل مواصلات مختلفة بطيئة ومملة ومزدحمة مما يجعلني أفضل السير على قدمي للوصول الى كفر الدوار أوأي مكان أسافر اليه , فأنا أركب قطارا أو اوتوبيسا أو عربة تعج بالمسافرين حتى أكاد أختنق وأفكر في عدم العودة لمثل تلك الأحمال المرهقة ولكني أصبح مضطرا لتكرار التجربة المريرة

صحيح أنه قد مرت عدة أسفار سعيدة كتلك التي حكيت عنها في مغامرات السفر من الصعيد أو العودة اليه مع طول المسافات ومهما كان الأمر فان السفر قطعة من العذاب كما قال الامام علي رضي الله عنه فالانتظار والقلق والأحمال والتنقلات والازدحام من وسيلة الى أخرى وتوقعات الأخطار والأخطاء تجعل السفر كئيبا بأحماله .وبدأت التنقلات بين هيئة التدريس بالمدرسة بنقل ناظر المدرسة الذي ودعناه بحفل لائق وقدمنا له هدية قيمة والتقطت بعض الصور في ذلك الحفل البسيط الذي ألقيت فيه كلمة الافتتاح والتقديم ونالت اعجاب الحاضرين ولا أنسى ثناء لآنسة ماجدة مدرسة العلوم أو البرنسيسة الاسكندرانية كما نسميها بالمدرسة لما تحمله من ملامح الدلال والجمال , وفي كلمتى تناولت علاقة الزملاء مع السيد شوقي غبريال ناظر المدرسة المنقول المتسمة بالاحترام والحب والتعلم منه الكثير من قيم العمل الناجح وكذلك علاقة الزملاء ببعضهم البعض وتمنيت أن يبتعد الانسان عن تكرار أخطائه وأن المعاملات بين البشر في تعاون وحب هي التي تنمي حياة الانسان وتجعل لها قيمة ومكانة 

واستمرت نشرات النقل تتوالى حتى لم لم يعد من القدامى غير عدد قليل , وجاء الأوان ليودعني أنا أيضا زملائي بالمدرسة حيث تمت ترقيتي الى التعليم الثانوي وعلمت بأن نشرة نقلي الى مدرسة كفر الدوار الثانوية صلاح سالم الثانوية العسكرية 

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

الأوامر الإلهية في الآيات القرآنية

تصريف الأفعال في اللغة الفارسية

الكلام ، والقول والحديث ... ( فروق لغوية )