دجاجة أم يعقوب ( قصة قصيرة )

الوجود حافل بالعجائب والغرائب مما لا يألفه نظر الإنسان 
فهذه الدجاجة سوادها كسواد الغراب ، ولمعان ريشها لمعان ريشه ، أما مِشْيَتُها فمشية الحَجْل ، ولها عرف تورَّد والتوى إلى اليسار ، حتى ليكاد يغطي عينها ، ولها ساقان نحيفتان زرقاوتان تنتهيان بأصابع ممشوقة ومسلحة بمخالب ليس أشدمنها في حفر التراب ، ونكش المزابل ، وكانت المتعة المثلى لقلب ( أم يعقوب) أن تجلس على عتبة بيتها عند اشتداد الحرّ في الصيف ، وترقب دجاجتها تحفر حفرةً في التراب الناعم ، فتضجع على جنبها ، ثم تروح تزرد التراب من خلال ريشها كرَّة بعد كرّةٍ إلى أن يغلبها  الشعور بالنظافة والسعادة ، فتستسلم إلى غبطتها الدجاجية وتنام نوم الأبرار .
والغريب أن بين أم يعقوب والدجاجة استلطاف فلا تأكل الدجاجة إلا في كفِّ أم يعقوب ، وهي تحملها باليد الأخرى ، ولا تأكل ( أم يعقوب ) إلا بيض دجاجتها .

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

الأوامر الإلهية في الآيات القرآنية

تصريف الأفعال في اللغة الفارسية

الكلام ، والقول والحديث ... ( فروق لغوية )