جرأة الشباب ( مثال من التاريخ )

جاء في رواية ( أبي داود ) في حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم :
( أفضل الجهاد كلمة عَدْلٍ عند سُلْطَانٍ جائر .)
الحديث الشريف يتحدث عن الجرأة في القول ، ولو أمام أعلى السلطات في الدولة ( السلطان الجائر ) أي الظالم 
والمثال ما قام به شاب من المسلمين اسمه ( حطيط الزيات ) مع الحجاج بن يوسف الثقفي 
كان الشاب ( حطبط ) لا يتجاوز ثماني عشرةَ سنة من عمره ، وقد سمع ورأى ظلم الحجاج الحاكم الأموي 
فأنكر ذلك ، وأخذ يحذر الناس منه بالقول ، حتى قبض عليه ، وجيء به إلى الحجاج ؛ الذي سأله:
ــ أنت حطيط ؟
ــ نعم ؛ سَلْ ما بَدَا لكَ ، فإني عاهدتُ الله عند الكعبة على ثلاث : 
إن سُئلْتُ لأصْدُقَنَّ
وإنْ ابتُلِيتُ لأَصْبِرَنَّ
وإنْ عُوفِيتُ لأَشْكُرَنَّ
قال الحجاج : فما تقولُ فيَّ؟
ــ أقول إنك منْ أعداءِ الله في الأرض ؛ تنتهكُ المحارم ، وتقتُلُ بالظِّنةِ .
قال : فما تقول في أمير المؤمنين عبد الملك بن مروان ؟
ــ أقولُ إنهُ أعظمُ جُرْمًا منك ، وما أنتَ إلا خطيئةٌ من خطاياهُ 
=================================
تصور ماذا سيواجه هذا الشاب الجريء على قوله من الحجاج ؟!!
وتصور نفسك مكانه ؛ هل يحق لك أن تفرح بما قلت ؟ 
وما نتائج قولك لو واجهت حاكم بلدك اليوم بنفس الجرم الذي ينسب إليك إنك ضد النظام ؟

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

الأوامر الإلهية في الآيات القرآنية

تصريف الأفعال في اللغة الفارسية

الكلام ، والقول والحديث ... ( فروق لغوية )