الحمد لله والشكر لله نعمة وعبادة (4)

كيف نشكر الله؟

جاء في سورة الزمر  قوله تعالى :

(وإن تشكروا يرضَه لكم) 7.

(بل الله فاعبد وكن من الشاكرين) 66.

شكر الله يكون بالقول والعمل معاً؛ فالشكر يكون بذكرك لله 

تعالى تحمده وتسبحه وتكبره، في كل حال وكل لحظة،

  فقد كان النبي صلى الله عليه وسلم يحمد الله ثلاثاً وثلاثين 

مرة عقب كل صلاة. وكان يحمد الله على كل حال،

 وكان يحمد الله بالفعل أيضاً ولكن كيف؟
إن الله وهبك نعمة البصر فكيف تشكره عليها؟ 
لا تستعملها في غضب الله فلا تنظر إلى ما حرم الله،
كذلك وهبك الله نعمة العقل فلا تفكر في معصية أو إثم أو أذىً، 
بل اجعل تفكيرك كله في مساعدة الآخرين وتقديم الخير لهم 
ولك.
وهكذا كل النعم التي أنعم الله عليك قال تعالى :

في سورة يس
(ليأكلوا من ثمرة وما عملته أيديهم أفلا يشكرون)35.
(ولهم فيها منافع ومشارب أفلا يشكرون) 73.


فينبغي أن تؤدي شكرها لله تعالى، وبخاصة نعمة المال
 التي فقد الكثيرون الشكر عليها، 
فهذا المال ليس لك إنما هو لله تعالى وضعه أمانة بين يديك، 
فلا يكفي قولك: الحمد لله، لابد أن تتبع هذا القول بالتصدق 
على من يحتاج هذا المال، وللصدقة مفعول كبير أيضاً
 في الإبداع والنجاح كما يؤكد كثير من المختصين

وكان شكر رسول الله صلى الله عليه وسلم العملي لله تعالى 

 بالقلب هو الخوف من الله ورجاؤه ومحبته حبا يحمله على أداء حقه وترك معصيته، وأن يدعو إلى سبيله ويستقيم على ذلك حتى يلاقي ربه وهو وراض عنه ونشهد يا ربنا أنه قد بلغ الرسالة وأدى الأمانة ونصح الأمة وكشف الله به الغمة وتركنا على المحجة البيضاء ليلها كنهارها لا يزيغ عنها إلا هالك

وعن أبي بردة قال قدمت المدينة فلقيت عبد الله بن سلام فقال لي 

: ألا تدخل بيتا دخله رسول الله صلى الله عليه و سلم ونطعمك 

سويقا وتمرا ثم قال إن الله عز و جل إذا جمع الناس غدا ذكرهم 

ما أنعم عليهم فيقول العبد بآية ماذا فيقول إنه ذاك إنك كنت في 

كربة كذا وكذا فدعوتني فكشفتها عنك وإنه ذاك إنك كنت في 

سفر كذا فاستصحبتني فصحبتك قال ويذكره حتى يذكر يقول 

وإنه ذاك إنك خطبت فلانة بنت فلان وخطبها معك خاطب

 فزوجتك ورددتهم .

 وعن أبي بردة عن عبد الله بن سلام : إن الله عز و جل يقعد 

عبده بين يديه فيعدد عليه نعمه هذا الحديث فبكى ثم بكى

 ثم قال إني لأرجو أن لا يقعد الله عبدا بين يديه فيعذبه

ومنْ لم يشكر الناس فكيف يشكر الله ؟

بالقول والعمل . فعندما يؤدي لك شخص ما عملاً ينبغي أن 

تشكره بقولك: شكراً لكم، جزاكم الله خيرا ، أو إنني أشكرك 

شكراً جزيلاً، أو تعبر له عن فرحتك وسرورك بهذا العمل

 ومن ثم تشكره على ذلك. 

وهذا لن ينقص من قدرك شيئاً، لأن بعض الناس يعتقدون أن 

شكر الآخرين هو ضعف، على العكس هو قوة وطاقة تجد أثرها 

في نجاحك في المستقبل.

 ويؤكد الباحثون في علم النفسالتربوي أن الشكر لله وللناس 

 له قوة هائلة في علاج المشاكل 

لأن قدرتك على مواجهة الصعاب وحل المشكلات المستعصية 

تتعلق بمدى امتنانك وشكرك لله وللآخرين على ما يقدمونه لك  

ولذلك فإن المشاعر السلبية تقف حاجزا بينك وبين النجاح 

فتصبح كالجدار الذي يحجب عنك الرؤيا الصادقة فتجعلك 

متقاعسا عن أداء أي عمل ناجح 

الطريقة الثانية هي العمل، فينبغي عليك أن تنجز عملاً للآخرين 

تعبر لهم عن امتنانك لهم. تساعد أخاك على قضاء حاجة ما، أو 

تفرج عنه هماً، أو ترسم الابتسامة على وجهه، أو تدخل 

السرور إلى قلب طفلك أو زوجتك أو أخيك أو أبيك.
وعندما تمارس عادة "الشكر" لمن يؤدي إليك معروفاً فإنك 

تعطي دفعة قوية من الطاقة لدماغك ليقوم بتقديم المزيد من 

الأعمال النافعة، لأن الدماغ مصمم ليقارن ويقلّد ويقتدي 

بالآخرين وبمن تثق بهم. ولذلك تحفز لديك القدرة على جذب
  
 الشكر لك من قبل الآخرين، وأسهل طريقة لتحقيق ذلك

 أن تقدم عملاً نافعاً لهم
عن الأصبع بن نباتة قال : كان علي إذا دخل الخلاء قال بسم 

الله الحافظ المؤدي وإذا خرج مسح بيديه بطنه ثم قال يا لها من 

نعمة لو يعلم العباد شكرها ، وعن علي أنه قال لرجل من 

همدان : إن النعمة موصلة بالشكر ، والشكر معلق بالمزيد

 وهما مقرونان في قرن ،فلن ينقطع المزيد من الله حتى ينقطع

الشكر من العبد.

وكان عمر بن عبد العزيز يقول : قيدوا النعم بالشكر




تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

الأوامر الإلهية في الآيات القرآنية

تصريف الأفعال في اللغة الفارسية

الكلام ، والقول والحديث ... ( فروق لغوية )