من الحيــــــــاة !! (1)

حوار حول وجود حل لمشكلة اجتماعية  !!
سألتها : لماذا تأخرت عن الدخول للمنتدى للمساهمة ؟
قالت : 
ذهبت لوالدتي أصابها كسور في الرأس والذراع
واجتمعنا كلنا عندها وأخذناها إلى المستشفى الآن فقط وصلت إلى المنزل
إنها عندي الآن
كانت أمسية سوداء علينا
ولا حول ولا قوة إلا بالله
قلت : : لاحول ولا قوة إلا باالله . قدر الله وما شاء فعل والحمد لله قضاء أخف من قضاء آخر إرادة الله لانرد وكلها  خير للمؤمن.
وأردفت : : اللهم اشفها واعف عنها شفاء لا يغادر سقما .ولا تقولي ليلة سوداء .وإنما ظلام الليل ابتلاء تقولين إنك مؤمنة؟!!
صَمَتَتْ قليلا فقلت لأوقظها : ما هذا القنوط واليأس والكلام الذي أحزنني ، ألم تقرئي قول الله تعالى : ( قل أريتم إن جعل الله عليكم الليل سرمدا ، من إله غيرُ اللهِ يأتيكم بضياء أفلا تسمعون ؟) سورة القصص 71
سمعتها تبكي .... ولم تقل شيئا.... 
أضفت آية لتهديها إلى صواب التصرف :أحسب الناس أن يتركوا أن يقولوا آمنا وهم لايفتنون ؟
ومرت الليلة ، كانت في دولة غير مصر على ( النت ) وفي الصباح أردت أن أطمئن على والدتها ..
قالت : الحمد لله بخير أفضل من الأمس
قلت : قلت لك لا حاجة للجزع ربنا رحيم ، إن شاء تتعافى بإذن الله
قالت : في المستشفى عملوا لها الجبس على ذراعها ، ثم أخذناها إلى مستشفى أكثر حداثة
قلت : ماذا فعلوا ؟
قالت : عملوا لها راديو بتكنولوجيا عالية، وقالوا كسر ، بل تصدع والانتفاخ في الرأس سيزول
قلت : الحمد لله
قالت : زال اليوم والحمد لله
قلت : هل تتحملين كل ذلك وحدك ؟
قالت : أخذتها اليوم أختي عندها
قلت : بارك الله فيكما ، وأين إخوتك الرجال ؟
قالت : أخي ذهب اليوم إلى أسبانيا فهو يعمل هناك
ثم أردفت : رأها ليلة الحادث ومكث عندها لفترة متأخرة من الليل ثم سافر في الصباح
قلت : بالسلامة بر الأم باب من أبواب الجنة
قالت : ربما لا تدري سبب كسرها وهو الذي زعلت له كثيرا؟!!
صمت وأنصت لحديثها فقالت :
ضربها والدي على رأسها بعصا غليظة على رأسها فأغمي عليها ولما وضعت يدها على رأسها ضربها ثانية على رأسها وذراعها حتى كسرهما.
-- : هذه قسوة في المعاملة 
--ولما استيقظت قال لها اخرجي من بيتي وجمع لها ثيابها ورماهم
فخرجت وذهبت إلى أختي تسكن بجوارها وجمع لها ثيابها ورماهم
ولم تقو على المشي إلا بصعوبة ولما وصلت لم تجد أختي بقيت أمام العمارة 
تنتظر رجوعها من عملها بمدرسة قريبة من الشارع 
وجيران أختي أدخلوها وهذا ما آلمني وليس جزعي على القدر والابتلاء
على كبرها هو في الثماينات وهي في السبعينات لكن أذاقها الويل وكان الضرب لا يُحتمل
وبحكم أننا نخاف الله لا نستطيع الوقوف في وجهه
وأتيت بها معي ولما وصلت إلى بيتي زغردت على أنّها خرجت من الجحيم
-- : لماذا كل هذا ؟
قالت : لأنه لا يتركها تزورنا فقط نحن نذهب عندها أصبحت تخاف أن يقتلها ولا أحد معها
لأنه صعب جدا فقررت ألا تعود إليه
-- هل تعادون والدكم لهذه الدرجة ؟
-- : وجدنا أنفسنا بين نارين ونخاف من الله لعدم البر بالوالدين
--: دعائي لوالدك بالهداية وصلاح الحال ، وألا تكوني قاطعة رحمك معه ، ربما في إصلاح علاقتكم به ، وتحمل ما حدث من قسوته على أمكم الغالية ــ طبعا ــ ومسامحته ، إصلاح لسلوكه وعودته إلى ضميره وأولاده وزوجته .
--: آمين ...شكرا  قصة طويلة من يوم ما تزوجا لم تهنأ معه ولا نحن
-- :هل هو متزوج غير أمك ؟
-- : يشبه الصعايدة عندكم صعب المعاملة ولا يسمع لنصيحة أحد سامحه الله
--: كم عمر والدك ؟
--: 84 عاما ..حياتنا كلها صبر حتى تعلمنا وتزوجنا ولو اعترضنا 
يكون مصيرنا النفي وعدم رؤية والدتنا نهائيا عندنا .
--: لم تقولي هل هو متزوج غيرها ؟
-- : حتى أزواجنا لا يستطيعون التدخل ، دعونا له في مكة عند الحرم أن يرفق بوالدتنا
-- : أين أهل الخير من أهلك وأقاربك ليتدخلوا بينهما ؟
--: وجدوا وتخلوا فكان نصيبهم المقاطعة من طرفه وعدم سماع رأيهم والاستمرار في الإيذاء
--: هل أنتم ميسورون  ماديا ؟
قالت : نعم بيتنا كبير  وهو معه ( يورو في فرنسا ) وأخي الأصغر يسكن في الطابق الثاني في نفس بيتنا ، وهو لم يتزوج غير أمي
--: ومن يخدمه في عمره هذا 84 سنة ؟
قالت : هو يتسوق لنفسه ، ولو كان يحس بالحاجة ما ضربها وطردها ، حتى قررت عدم العودة
-- : كلموه في الهاتف وترجوه أنت وأخواتك ربما يفيق ويعتذر ويرجع عن قسوته
قالت :  يُسمعنا مالا يرضينا ، وهاتف أمي حطمه ، فاشتريت لها موبايل جديد ، فرماه حتى لاتكلمنا منه .
-- : وماذا ستفعلون معه؟
--: ننتظر مبادرة منه هو.. أن يعيدها بالشرطة إليه ، ولي ابن أخت بالحرس الجمهوري طلب منها أن تأتي إليه في العاصمة ، فرفضت من الخوف منه ، وليس أمامنا إلا انتظار القدر. 
--: هناك حالات مثل ذلك يمكن للأبناء الحجر على تصرفات والدهم إذا خالفت الدين وصار بهذا العنف 
--:هكذا هي عقليته ، حتى الطبيب الشرعي كتب لها شهادة ألا تعود إليه بعد الكسر في دماغها ، ولكنه لم يقرر أنه فاقد لعقله ويعي ما يفعل تماما 
-- هروب أخويك من حل المشكلة وعدم التدخل وهم ليسوا صغارا ، متزوجون وعندهم أسر، ويمكنهم التصرف ، حفظا لحقوق كل الأسرة .
-- : نعم ، ولكننا نخاف من عقوق الوالدين ، لقد طرد الأصغر من الشقة التي كان يقطن بها في بيته لأنه اعترض مرة على قسوته بأمه ، والأكبر يعمل بأسبانيا وليس متواجدا معنا بالبلد 
-- : وماذا تنتظرون بعد ذلك ؟!!
--نحن نعتبر إنه مريض نفسي وندعو له بالشفاء ، وننتظر إن استعادها بالقوة وأذاها بالقتل أو بالاعتداء كما حدث أن تأخذ الشرطة والقانون معه إجراءات الحبس والعقوبة حسب الجريمة ورأي القضاء في ذلك 
-- أرى أن الوقاية خير من العلاج ، وأن تتصرفوا جماعيا كإخوة ، بالابتعاد عنه مع إبلاغ الشرطة 
-- نحاول مع ابن أختي الذي يعمل في الحرس الجمهوري بإبلاغ جهات عليا مسؤولة عن أمن الأفراد،
 وننتظر أهل الخير أن يقترحوا علينا بحلول للمشكلة لا تجعلنا من العاقين لوالدنا شرعا .
وفي النهاية هذه قصة حقيقية ومشكلة من الحياة تحتاج إلى حل سريع حفظا على حياة أسرة كاملة .




تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

الأوامر الإلهية في الآيات القرآنية

تصريف الأفعال في اللغة الفارسية

الكلام ، والقول والحديث ... ( فروق لغوية )