المشاركات

شكرًا .

الشكر عمل إيجابي , وقيمة أخلاقية رفيعة , لأنه يستوجب سبق تقديم أداء من المشكور بإحسان وفضل ,حصلَ منه على الرضا والإقبال بالمزيد من العطاء المقابل على من قدم الشكر له . تأمل قول الله تعالى لنبيه داود عليه السلام :{يَعْمَلُونَ لَهُ مَا يَشَاءُ مِن مَّحَارِيبَ وَتَمَاثِيلَ وَجِفَانٍ كَالْجَوَابِ وَقُدُورٍ رَّاسِيَاتٍ اعْمَلُوا آلَ دَاوُودَ شُكْراً وَقَلِيلٌ مِّنْ عِبَادِيَ الشَّكُورُ }سبأ13 وقد فسره بعض أهل التفسير منهم ـ محمد بن كعب الكرظي ـ قال ك الشكر : العمل . وهذا الشكر هو الحمد والثناء على نوعين ؛ الشكر العام , والشكر الخاص : فأما الشكر العام ؛ فهو الحمد باللسان واعتراف المرء بالنعمة من الله تعالى . وأما الشكر الخاص ؛ فهو العمل بقول اللسان , والمعرفة بالقلب والجنان , والخدمة بالأركان , وحفظ كافة الجوارح عما لايحل للإنسان , والمداومة على ذلك . وصاحب الشكر يمتلك خصلتين ؛ من كانتا فيه كتبه الله عنده شاكرا صابرا وهما : أن ينظر في دينه إلى من هو فوقه فيقتدي به , وينظر في دنياه إلى من هو دونه فيحمد الله ويشكره على ما منحه من فضله وكرمه . وقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :( عجب

المســـخ !!

أبناء القردة والخنازير !! ************************ هم أنواع من الحيوانات ,نعرف منهم القرود في الغابات وحدائق الحيوان,وكذا الخنازير في الزرائب الوَسِخَة بهم .وهي فئات أشقياء وأنجاس مناكيد. تناسلوا من جنسهم البهيمي غير العاقل , وليسوا من البشر المكرمين من بني آدم. ولكن قد نطلق هذه الصفة ( أبناء القردة والخنازير ) على فئة من الناس سيئة الأخلاق , تعتدي على المقدسات , وتدنس بوحشية وأفعال حيوانية حقوق الآخرين ,وتغتصب ممتلكاتهم و تستوطن أرضهم ,بمساعدة قوى الشر والبغي والعدوان , تجيء من بقاع لفظتها البلاد في أنحاء الدنيا لتعيث فسادا , وتشرد شعبا , وتقتل أطفالا ونساءً وشيوخا , وتملأ السجون بشباب يقاوم ببسالة بالحجارة أمام ترسانة عسكرية تحتل أرضه.وتنتهك حرماته . يحق لنا أن نصف تلك العصابة الصهيونية المجرمة من اليهود بأنهم ( أبناء القردة والخنازير )على سبيل المجاز فهم فعلا كالأنعام بل هم أضل . أما ما يقال عن المسخ , وأن الله تعالى قد مسخ قوما من البشر قردة وخنازير ,فهذا أمر مختلف فيه كثيرا ؛ فما وجده الأثريون من التماثيل للقطط والقرود وغيرها فإن من رأي عامة أهل العلم أن هذا لايصح لأن القر

كلماتٌ ومعانٍ

كلمــاتٌ ومعــانٍ: نتناول بالشرح والتوضيح بعض الكلمات العربية الفصيحة , والتي كان يستعملها العرب القدماء في أحاديثهم . مثل : اللقلق , والذبذب , والقبقب !!! جاء في حديث الحسن عن عمر بن الخطاب رضي الله عنه أنه نظر إلى شابٍ معجب بشبابه فقال : ياشاب إن وُقِيتَ شرّض ثلاثٍ ؛ فقد وقيتَ شرَّ الشباب ؛ احفظ عليك لقلقك , وذبذبك , وقبقبك .) فما معنى هذه النصيحة العمرية ؟! اللَّقْلَقة : إعجال الإنسان لسانه حتى لا ينطبق على أَوفاز( أي ؛ على عَجَلَةٍ) ولا يثبت، واللَّقْلَقة شدة الصوت. واللام والقاف أصلٌ صحيح يدلُّ على صِياح وجَلَبة. من ذلك اللَّقلقَة: الصِّياح. فلا تكن مثل الأفاعي خيفة تلقلق , أي ؛ تحرك لحييها وتخرج لسانها . وقال الأزهري: اللَّقّ الكثير الكلام، لَقْلاقٌ , واللَّقْلَقُ اللسان. وكل صوت في حركة واضطراب. ذبذبك : وفي الحديث: مَنْ وُقِـيَ شَرَّ ذَبْذَبِهِ وقَبْقَبِه، فقد وُقـيَ. فَذَبْذَبُه: فَرْجُه وفي رواية: مَن وُقِـيَ شَرَّ ذَبْذَبِه دَخَلَ الجنَّةَ؛ يعني الذَّكَر سُمِّيَ بِه لتَذَبْذُبِهِ أَي حَرَكَتِه. قبقبك : قيل للبَطْنِ: قَبْقَبٌ، مِن القَبْقَبَةِ، وهي حكاي

المروءة والشهامة من قيم الدين الأخلاقية

كثيرا ما تصادفنا في الحياة مواقف رجولية , لأناس لهم قيم ومباديء أخلاقية في تعاملهم مع الآخرين . وهؤلاء الأشخاص ليس من الضروري ان يكونوا رجالا فقط , بل من النساء أيضا ومن مختلف الأعمار . فانت ترى الصبي ذا المروءة يتخلى طواعية عن مكانه في وسيلة المواصلات للكبير الواقف , أو في طابور الحصول على خدمات الجمعية الاستهلاكية التعاونية .بشهامة ورجولة تفوق سنه الصغير وترى المرأة تدفعها المروءة فتسأل عن جارتها التي تشاجرت معها منذ فترة ؛ لأنها علمت أنها مريضة بدافع من بذل الخير دون تعالٍ أو تذكر لما كان منها من إساءة . وتجد الرجل العربي يعين أخاه على ظهر دابته , ويأخذ بيده ليعبر به الطريق و وهو لايعرفه من قبل على سبيل الشهامة والرجولة . وتلحظ طالبا في الجامعة يدفع عربة زميله من ذوي الاحتياجات الخاصة بروح الشهامة والمروءة معه . والأديان السماوية تحثنا على تلك القيم النبيلة , والمباديء الأخلاقية الرفيعة , ولو تتبعنا أقوال الأوائل من الصحابة والتابعين ومواقفهم لوجدناها ممتلئة بالشهامة والمروءة ؛ فقد رُوي عن على بن أبي طالب رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم انه قال :( من عامل الناس فل

شعاع الكلمة

قلب الإنسان شمسُ حياتِه , ونبضُه انطلاقاتٌ تتعانقُ مع فكرِهِ وَعَقْلِهِ , وتنصهرُ فيه الكلماتُ , قبلَ أن تشرقَ أشعتُها على خارجِ نفسِه هادئةً أو محرقةً ؛ وعلى صاحبها أن يضعَ لها ضوابطَ وحدودًا تُنِيرُهَا , دُونَ أن ترتدَّ إليهِ ,فَتُوقِعُهُ في المهالكِ والمتاعبِ , وتحيلَ حياتَه إلى شقاءٍ وتعاسةٍ وندمٍ . لِذَا يقولُ الحُكماءُ : حَاسِبْ نفسَكَ على الكلمةِ قبْلَ أن تنطِقَها , وتخيَّرْ لكلِّ حرفٍ منها شعاعًا يمتليءُ بالخير والعطاءِ والتَّواصُلِ مع من يسْطعُ عليه . تلك أشعةُ الكلمةِ على لسانك الناقلِ لأحاسيسِك وأفكارِك وشفافيةِ نِيتَِّك المخْلِصَةِ . وينبغي على العاقلِ أنْ يكونَ كلامَهُ بميزانٍ , و لكلِّ مَقَامٍ مَقَالٌ في مَوْضِعِهِ , ولا يتكلمُ بما لايَعْنِيهِ , حتى لايَفُوتَهُ ما يَعْنِيهِ . رَوَى سمََّاكُ بن حربٍ عن أبي لُقَافَةَ العدوي قال : ( أخذتُ بَكْرًا لي , ودخلتُ المدينةَ , أريدُ بَيْعَهُ ؛ فَمَرَّ بي أبوبكر الصديق رضِي الله عنه فقال : يا أعرابي أَتَبِيعُ البَكْرَ ؟ فقلتُ : نعمْ يا خليفةَ رسولِ الله . قال : بِكَمْ تَبِيعُهُ ؟ قلتُ : بمائةٍ وخمسينَ . قال : تَبِيعُهُ بما

بين المناظرة والمراء والجدل

حديثي عن الجدل العلمي بين القبول والرفض : أولا : من الناحية اللغوية : المُناظَرَةُ أَن تُناظِرَ أَخاك في أَمر إِذا نَظَرْتُما فيه معاً كيف تأْتيانه. والتَّناظُرُ: التَّراوُضُ في الأَمر. ونَظِيرُك: الذي يُراوِضُك وتُناظِرُهُ، وناظَرَه من المُناظَرَة. والنَّظِيرُ المِثْلُ، وقيل: المثل في كل شيء. وفلان نَظِيرُك أَي مِثْلُك لأَنه إِذا نَظَر إِليهما النَّاظِرُ رآهما سواءً. الجوهري: ونَظِيرُ الشيء مِثْلُه. وهذا بابٌ من النظر يذهب فيه المناظر إِلى إِلزام حجته بأَيسر ما في الأَمر. أما الجدَلُ فمن الجَدْل: شِدَّة الفَتْل. و الجَدَل: مقابلة الحجة بالحجة؛ والمجادلة: المناظرة والمخاصمة، بالباطل وطَلَبُ المغالبة على نظيره. وفي حديث الرياء: من طَلَبَ العِلْمَ ليُجارِيَ به العُلَماءَ أَي يَجْري معهم في المُناظرة والجِدال ليُظْهِرَ علمه إلى الناس رياء وسُمْعةً. وعن المرِاء جاء في معانيها اللغوية : والمِراءُ المُماراةُ والجدَل، والمِراءُ أَيضاً: من الامْتِراءِ والشكِّ. المُراء، بضم الميم، فهو داء يصيب النخل. والامْتِراءُ في الشيءِ: الشَّكُّ فيه، وكذلك التَّماري. وأَصله في اللغة الج

ثمر الأمل من نضج الألم .!!

الألم نضج : نتألم لنشعربالفرق بين الألم , والأمل !! الألم مرض والأمل شفاء . ونحن لا نعرف قيمة الشفاء ؛ إلا بعد تذوق المرض. ***** تألمت لغيابك ولدي بعيدا = فتذكرت طموحك فعدت سعيدا فلولا اشتياقي إليك وأنت = تكافح كل الصعاب هناك شديدا لصرت أعاني مُرَّ آلامي = وعشت انتظارك عمرامديدا ****** تنضج الآلام نفسي.. تصقلها .... نيران ألمي قرَّبَتْ أملي . غردت روحي وهي تنشق عبيرنضجي إنه النار التي تحول العظم فينا . إلى ماس ٍلامعٍ براقٍ... كشعاع من حياة !! ***** نعم تنضح الأحداث نبضا... يتعذب.. يتألم ...كم يقاسي في انتظار كلما هزَّ نفسي بالأسى .. خَفَتَ العُواء التأم جرح الآمال عندي , حين جف دمع العين في أحداقي أصبح أكثر نضجاً.. وأكثر قدرة على التحمل , وانتظار الفجر يوما تمدد عطفا على الآخرين وأكثر تسامحا معهم ... وأكثر إحساساً بمعاناة تفيض دما.. **** وعلت إنسانية الأمل الباسق من قلب الألم . تذوَّقَ الكلُّ رحيقي . وغَدَوْا عدوًا نحو أملي في طريقي . أنضج الأمل أحلام الجميع . ********************** من وحي الساعة خاطرة مرت بذهني تتألم . وسؤالي اليوم معكم : هل واحد م